إفتتحت صباح يوم السبت فعاليات مؤتمر الغدير العلمي الثالث للأبداع الفكري الذي أقامه مركز الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للدراسات والبحوث التخصصية في النجف الاشرف،
حيث أبتدأ المؤتمر بترحيب عريف الحفل الدكتور حيدر خشان بالحاضرين الكرام ، ودعاهم للوقوف لقراءة سورة الفاتحة على أرواح العلماء والشهداء ، ثم قراءة آيات من الذكر الحكيم للقارئ الشيخ قاسم الجبوري .
ثم ألقى سماحة السيد مرتضى الشيرازي ( دام ظله ) أستاذ البحث الخارج في الحوزة العلمية في النجف الاشرف ، محاضرة موجزة أوضح فيها أهمية حادثة الغدير ، ومعنى الغدير ، والأبعاد الحقيقية لها ، وذكر بعض اراء المفسرين في اية التبليغ كما تحدث سماحته عن أهمية التمسك بيوم الغدير لجميع طبقات المجتمع من الحوزويين والاكاديميين وعامة الناس .. ، لان ولاية الامام وطاعة رسوله هو طاعة لله تعالى .
بعدها ألقى سماحة السيد علي الجابري ( دام عزه ) المشرف العام لمركز الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كلمة المركز حيث أوضح فيها ان الرسول الاكرم ( صلى الله عليه واله ) قد أرسى في يوم الغدير القواعد الصالحة للحكم الرشيد وكيفية اختيار النموذج الارقى للامة .. ، ثم بين السيد الجابري ان سبب إقامة هذه المؤتمرات هو دعوة لكل المعاني والقيم السامية التي أرادها الإسلام ومنها اجتماع الامة على كلمة سواء في قيادتها وتدبير امورها .
ثم أنشد الشاعر البحريني الأستاذ محمود القلاف قصيدة رائعة في المناسبة .
بعدها بدأت أعمال المؤتمر ، وتوزعت أعماله بين قاعتين الكبرى والصغرى ، وبدأت جلسات البحث في القاعة الكبرى التي كانت برئاسة الأستاذ الدكتور صباح عنوز ، وسماحة السيد نوفل الحمامي مقرراً ، حيث تمت فيها مناقشة سبعة بحوث من أصل تسعة .
وجرت في القاعة الصغرى أعمال الجلسة الاخرى وفي نفس الوقت ، وكانت برئاسة سماحة السيد زيد الحلو والدكتور خالد حميدي مقرراً ، وتمت مناقشة تسعة بحوث كما كان مقرراً .
وبعد الانتهاء من مناقشة البحوث ، قرأ عضو المجلس العلمي الاستشاري للمركز الدكتور حسنين الحلو توصيات المؤتمر وهي كالآتي :
1- احتلت واقعة الغدير أهمية كبيرة في الدراسات التاريخية المختلفة والمؤتلفة ، واتخذت ابعاداً دينية وتأويلات مختلفة أيضاً ، مما يوجب ضرورة العمل البحثي المستمر لبيان هذه الأهمية .
2- ان خطبة الغدير كسرت افق التوقع ، اذ اندمجت في حالاتها البيانية بين التواصل والتفاعل وبين النص والمتلقي ، وحققت بدورها النص الدينامي التفاعلي .
3- ضرورة انتاج معجم خاص بالغديريات ، بعده مادة خصبة للكتابة وفق النظريات اللسانية الحديثة ، وتجمع على وفق حقول دلالية ومعرفية وسياقية .
4- على الباحثين دراسة حديث الغدير في سياقه الشامل ، بما في ذلك السياق التاريخي والاجتماعي واللغوي ، وذلك لضمان موثوقية الحديث وتأكيده على الفهم المتماشي مع السياقات الدراسية المعتمدة .
5- استخدام الخطوات المنهجية ، يمكن لعلمي الرواية والدراية ان يساهم في دراسة حديث الغدير بحسب التفسير القرآني ومضامين التاريخ الإسلامي .
6- تمثل حادثة الغدير عند اهل الحديث والتاريخ وأصحاب السنن ، بأنها تمثل حدثاً تاريخياً عظيماً يوجه المسلمين بإيلاء المحبة لآل البيت ” عليهم السلام ” .
7- الإفادة من واقعة الغدير بعدها أسست لمنظومة اجتماعية وسياسية واقتصادية ، لبناء المجتمع المتكامل في ظل الكتاب والعترة .
8- ضرورة دراسة خطبة الغدير في سياقها اللغوي ، بعده أداة فاعلة في تحديد دلالة اللفظ المنظور اليه .
9- أن حادثة الغدير تركت بصمات حضارية ملموسة في التاريخ الإسلامي ، وانعكس ثقافياً واجتماعياً في احياء ذكرى هذه المناسبة التي حددت المسار الثقافي والديني للعديد من الشعوب الإسلامية .
10- دعوة الباحثين الى ضرورة تفعيل البحث في القضايا الإسلامية ضمن الحوادث التاريخية ، وتمثيلها في نقاط الالتقاء لبيان أهمية الحدث وتوظيفه للجيل المعاصر .
11- أن عقد المؤتمرات والندوات عن الامام علي بن ابي طالب ” عليه السلام ” ، تبين مدى الاهتمام الذي يجب ان يكون في الدراسات المعاصرة وتأثيرها على المدى البعيد .
12- ضرورة العمل على اصدار اعمال أدبية وفكرية وإعلامية عن يوم الغدير بأسلوب عملي وعقلي تتبناه المؤسسات العلمية والتعليمية في المناهج والدورات وورشات العمل .
وفي نهاية المؤتمر تم توزيع شهادات المشاركة ودروع المؤتمر على الباحثين المشاركين وتكريمهم من قبل المشرف العام سماحة السيد علي الجابري ، ومدير المركز الأستاذ هاشم الباججي ، والأستاذ الدكتور عمار نصار وكذا الدكتور قاسم العكيلي من أعضاء المجلس العلمي الإستشاري.